لا شك بأن موجة الحر التي تمر على لبنان حاليا ليست عادية، و​درجات الحرارة​ المرتفعة والتي وصلت في مدينة بيروت الى حدود 42 درجة مئوية، قد لا نراها مجددا، اذ ان الحرارة القصوى التي سجلت في بيروت كانت 40.2 وذلك في الاربعينات من القرن الماضي، انما كل ذلك لا يعني على الاطلاق ان صيف لبنان القادم سيكون استثنائيا لناحية الاحترار كما يظن كثيرون.

ان مصدر هذا "المنخفض الجوي الحراري" كما يسمى علميًّا، هو شبه الجزيرة العربية، ومركزه تحديدا حسبما يكشف رئيس دائرة التوقعات في مصلحة الارصاد الجوية في مطار بيروت الدولي عبد الرحمن زواوي لـ"النشرة"، جنوب غرب المملكة العربية السعودية بين افريقيا وشبه الجزيرة العربية مما يشكل امتدادا لخط الاستواء. ويضيف: "ان هذه الموجة مميّزة لانها نادرة، وحملت درجات حرارة مرتفعة جدا وكانت قصيرة الامد اذ ان مدتها يومان فقط، بعكس الموجات الشبيهة التي تعرف "بالرياح الخمسينية" والتي تكون الحرارة فيها حوالي 36 درجة وتمتد لاربعة او خمسة ايام"، مشيرا الى ان سرعة الرياح في هذه الموجة وصلت لحدود الـ60 كيلومترا بالساعة وكان اتجاهها شمالي شرقي في منطقة الشمال، وجنوبي شرقي في الجنوب.

معدلات حرارة منخفضة!

يؤكد زواوي ان موجة الحر هذه لا تعني شيئا بالنسبة للصورة التي سيكون عليها الصيف القادم، بل هي عبارة عن موجة حرارية سببها خط الاستواء. ويضيف: "نحن في كل مرة نقول بأن العلم لا يمكن ان يتوقع حال الطقس لفترات طويلة في المستقبل، ولكن حسب معدلات درجات الحرارة هذا العام فإن المتوقع ان يكون الصيف معتدلا لأن درجات الحرارة كانت ادنى قليلا من معدلاتها في كل شهر من اشهر السنة".

اذا "الرياح الخمسينية" هي امر طبيعي في فصل الربيع، وان كانت الحرارة تخطت حدودا معينة للمرة الاولى، انما يبقى الاهم في هذا الطقس هو الوقاية من حرارة الشمس، وفي هذا الاطار يشدد نائب مدير الاسعاف في الصليب الاحمر اللبناني ألكسي نعمة في حديث لـ"النشرة"، على ضرورة تجنب اشعة الشمس الحارقة وعدم الجلوس تحتها على البحر مثلا، خصوصًا بين الساعة 11 قبل الظهر حتى الثالثة بعد الظهر. ويضيف: "ننصح ايضا بشرب المياه بكميات كبيرة، وعدم ترك الاطفال داخل السيارات المغلقة".

أما بالنسبة لخطر اندلاع الحرائق فتشدد مديرية الدفاع المدني على تجنب رمي كل ما من شأنه ان يشعل حريقا، كأعقاب السجائر، والزجاجات الفارغة، كذلك عدم استعمال المفرقعات خصوصا بالقرب من الغابات او الاعشاب الجافة، وعدم حرق الاعشاب اليابسة في هذا ظل هذا الطقس على الاطلاق.

تجدر الاشارة، ان الحرائق التي حصلت اليوم سبّبت اضرارا ماديّة دون ان توقع اي خسارة بشرية كما علمت "النشرة" من نائب مدير الاسعاف في الصليب الاحمر اللبناني.

لا يمكن البناء على عاصفة برد او موجة حرّ لمعرفة الطقس في القادم من الايام، فالعلم لا يزال قاصرا عن معرفة هذه التفاصيل للمستقبل، ولذلك كل ما يشاع بين المواطنين عن صيف حار جدا هو توقعات لا اساس علمي لها.

تقرير ​محمد علوش